ستواصل المملكة الأردنية الهاشمية وسط تحديات التاريخ والجغرافيا.. نموذجاً عروبياً وطنياً.. مئة عام من القيادة الرصينة، والعزة، والكرامة، والرؤى الحكيمة، والنضال، والتضحية، والقوة، والاستقرار، والازدهار، والوسطية، والديمقراطية، والبناء.. ليبقى الملوك الهاشميون عنواناً للوحدة، ورمزاً للشموخ، حيث قادوا مسيرة المملكة في ظل تحديات دولية وإقليمية غير مسبوقة طوال القرن الماضي واستمرت حتى الآن.
المملكة الأردنية الهاشمية التي تحتفي اليوم بمئوية تأسيسها، هنأها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في وقت سابق بالحدث، بكلمات يقول فيها سموه «أخي جلالة الملك، حفظ الله بلدنا الجميل الأردن، وشعب الأردن الشقيق النشمي، وستبقى الإمارات والأردن قلباً واحداً، ويداً واحدة، ومسيرة خير واحدة، نحو مستقبل واعد بإذن الله»، كما بارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقال سموه: «وشائج عميقة من الأخوة، وعلاقات راسخة تجمع بين بلدينا.. حريصون على تعزيزها في مختلف المجالات لمصلحة شعبينا، ومستمرون في التشاور حول القضايا العربية، والإقليمية، في إطار من التفاهم، والتعاون، بما يخدم الأمن، والاستقرار، والتنمية في المنطقة» ترتبط الإمارات العربية المتحدة مع المملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات متجذرة في المجالات كافة، أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال «طيب الله ثراهما»، ويدعم البلدان الشقيقان علاقاتهما باتفاقيات تغطي مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والثقافية، والإعلامية، والصحية، والرياضية، والنقل الجوي والبري، إضافة إلى المجالين العسكري والشرطي، علاوة على انسجام وتوافق الرؤى والمواقف بين البلدين الشقيقين في القضايا العربية، والإقليمية، والدولية، والمشاورات بين قيادتي ومسؤولي البلدين، مستمرة، والتنسيق كامل.
وتنظر دولة الإمارات إلى المملكة، باعتبارها شريكاً أساسياً، وتمثلان معاً صوت الحكمة، والاعتدال في كافة الملفات والقضايا، والإيمان الصادق بوحدة المصير، إلى جانب الزيارات الثنائية المتبادلة على أعلى المستويات، والتي كان آخرها زيارة كل من الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية في يناير الماضي ويتجاوز عدد الأردنيين المقيمين في الإمارات 200 ألف أردني، يمارسون عملهم في العديد من الوظائف والمهن والأنشطة التجارية، فيما ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال عام 2019 بنسبة 10% ليصل إلى 836.2 مليون دولار، ومن أهم السلع المتبادلة بين البلدين منتجات الصناعات الغذائية، والصناعات الدوائية، والمستلزمات الطبية، والحيوانات الحية، والمنتجات المعدنية، ومنتجات الصناعات الكيماوية، كما تتجاوز قيمة الاستثمارات الإماراتية في الأردن 17 مليار دولار.
القيم الأولى
يعكس تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، ملحمة من الكفاح لإرساء النموذج الوطني المتكامل، مسجلة عبر تاريخها انتقالاً سلساً من الاستقلال إلى إصدار الدستور، لتتواصل المسيرة حتى عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين. والمملكة الأردنية الهاشمية هي الحلم العربي الذي حمله الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين إلى مدينة معان، ليحوله إلى واقع، وكما قال باسم الطويسي وزير الثقافة الأردني: «في مثل هذا اليوم قبل مئة عام وصل الملك المؤسس إلى مدينة معان ليبدأ لحظة تاريخية فاصلة في عمر المشرق العربي، مشروعاً عربياً يتجاوز فيه ما لحق بالبلاد العربية من عاديات، حمل الأمير الهاشمي آنذاك الحلم العربي الذي ثار من أجله شريف العرب لتكون الأرض الأردنية البوصلة والهدف، فالبذور الأولى للمشروع الوطني الأردني نضجت في معان، حينما احتضن مقر الدفاع الوطني أول الحوارات السياسية، وصاغ الأردنيون والآباء الهاشميون الأوائل أول وأنبل عقد اجتماعي في تاريخ العرب المعاصر، قام على الوضوح السياسي، والأخلاقي، فمنحه التاريخ هذا الاستمرار والبقاء، وفي مقر الدفاع الوطني صدرت أول صحيفة أردنية مبشرة ببواكير الرؤية الثقافية الوطنية، تلك الرؤية التي لاتزال إلى اليوم تعيد إنتاج القيم الأولى التي تأسس عليها هذا الوطن ونهضته».
أسرة واحدة
وبالفعل صدقت الكلمات، إذ بالنظر في موقع، وتاريخ، وواقع المملكة الأردنية الهاشمية، نجد أنها سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن الذي يمر على حدودها الغربية، والعاصمة هي عمان، وتقع في شمال شبه الجزيرة العربية تبلغ مساحة الأردن نحو 90 ألف كيلومتر مربع، بمساحة يابسة 88.884 كيلومتراً مربعاً، ومساحة مناطق مائية 329 كيلومتراً مربعاً، وتحيط به خمس دول هي المملكة العربية السعودية من الجنوب، والجمهورية العربية السورية من الشمال، والجمهورية العراقية من الشرق، والأراضي الفلسطينية المحتلة من الغرب، كما يشترك الأردن مع جمهورية مصر العربية بحدود مائية في خليج العقبة.
.png)
0 Comments