الأمير الحسن بن طلال يدعو لتطوير المؤسسات الوقفية

الأمير الحسن بن طلال

 

الأمير الحسن بن طلال يدعو لتطوير المؤسسات الوقفية


دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى تطوير المؤسسات الوقفية لتكون أكثر فاعلية في تنمية المجتمعات الإسلامية والإنسانية ونهضتها وتعزيز روح الشعور بالمسؤولية والخيرية الفعالة.

ولفت سموه في كلمته التوجيهية في ختام المؤتمر العالمي الثالث عشر للوقف المنعقد في الرباط، التي قدمها نيابة عنه مدير الدار الحسنية بالرباط، إلى أهمية استثمار المنجزات العلمية المعاصرة والتحولات الرقمية التي يشهدها العالم، وتطبيق الحوكمة الرشيدة، لإقامة مؤسسات وقفية قوية وقادرة على تحقيق رسالتها وأهدافها الحضارية العظيمة.

وأضاف سموه خلال المؤتمر، الذي عقد بالتعاون مع دار الحديث الحسنية تحت عنوان "إعادة هندسة منظومة الوقف: ابتكارات في الحوكمة لتعزيز مرونة المؤسسات وقابليتها للتكيف" واستمر لثلاثة أيام، أن الوقف من أعظم أبواب الخير التي عرفتها الحضارة الإسلامية: الوقف التنموي، إذ شكل الوقف مؤسسة إنسانية واقتصادية رائدة، جسدت قيم الخير العام والتكافل والاستدامة والتوزيع العادل للثروة.

وأشار سموه إلى أن الوقف قدم عبر مسيرة التاريخ الإسلامي مصدرا رئيسيا لتمويل التعليم والرعاية الصحية

وأضاف سموه: "اليوم ومع تصاعد التحديات الاقتصادية، وتراجع الخدمات العامة، وتزايد الفوارق الاجتماعية، يبرز الوقف من جديد كآلية تمويل تنموي فعالة يمكن أن تسهم في تحقيق النمو الشامل، والعدالة الاجتماعية، وتحقيق كرامة الإنسان، والتصدي لمشكلة الفقر متعدد الأبعاد".

وأشار إلى أننا أحوج ما نكون إلى اقتصاد إنساني يقوم على التراحم والتعاون بين الجميع ومن أجل الجميع، وهذا يتطلب بناء منظوماتنا الاقتصادية في ضوء القيم الإنسانية المشتركة وفي مقدمتها "كرامة الإنسان"، مضيفا أنه عندما نتحدث في سياقنا الإسلامي عن الوقف الصدقات فأننا نقدم نموذجا للاقتصاد الإنساني الذي يعلي قيمة الإنسان ليس باعتباره تابعا لدين أو طائفة، وإنما باعتباره إنسانا أولا وأخيرا.

ونبه سموه إلى إن التضامن الإنساني، الذي ننشده، يقوم على احترام كرامة الإنسان والتعددية والتنوع بدلا من الاستقطاب والكراهية، لتصبح الكرامة الإنسانية مرشدا للسياسات واحترام هوية الآخر، وهنا تبرز أهمية تفعيل منظومة الوقف التنموي لتحقيق التكامل والتكافل بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة التي ستحدث بدورها التغييرات الثقافية والهيكلية اللازمة لتجاوز الأزمات التي نواجهها، هذا فضلا عما ستحققه من الاعتماد على مصادر تمويل مستدامة لا تعزز التبعية، وإنما تعزز الكرامة الإنسانية القائمة على مفهوم المواطنة الفعالة.

0 Comments