لم يعد بالإمكان أن يبقى العالم ثابتًا لا يتحرك تجاه تحديات اللجوء الإنساني وظلم الإنسان في مكان من العالم والتي يتحمل الأردن جزءا كبيرا منها فاق كل التوقعات وإمكانات دول كبرى، هي رسائل حملها جلالة الملك عبد الله الثَّاني إلى الأمم المتحدة وهم يجتمعون في نيويورك في دورتهم الـ 78.
إنَّ جلالته حمل رسالة مليئة بالمبادئ الإنسانية التي يجب على دول العالم أن تقوم بدورها الكامل تجاهها، وفي الوقت نفسه كانت أهم تلك الرسائل ما يتعلق بالأمن الوطني الأردني والجهود التي يبذلها الأردن على مدى عقود في حماية حدوده من الإرهاب والمخدرات ومن تبعات الهجرات القسرية التي تعرض لها بشر بسبب الأزمات التي لحقت ببلادهم.
وقال رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان العين محمد المومني، إن خطاب جلالة الملك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها 78، كان غاية في الأهمية.
ولفت إلى أن من أهم ما تحدث به جلالته قوله: إن الأردن بدأ باستخدام أدواته السياسية والدبلوماسية بأسلوب خطوة مقابل خطوة مع سوريا إلى حين استقرار الأوضاع في الجانب السوري وعودة الأمن والاستقرار، مؤكداً أن الأردن مستمر بالدفاع عن حدوده.
وأشار إلى أن كلام جلالته يعد رسالة للعالم تتمحور بأن الأردن تبنى سياسة الانفتاح السياسي، لكنه لن يسمح بالمساس بأمنه وسيدافع عن حدوده بكل أدواته المتاحة.
وحول موضوع اللاجئين، قال المومني إن جلالة الملك تحدث بأرقام مهمة حيث إن ثلث عدد السكان في الأردن البالغ 11 مليونا هو من اللاجئين، لذلك فالأردن هو من أكبر الدول في العالم من حيث عدد اللاجئين، لا سيما وأن هنالك 1.4 مليون لاجئ في الأردن في ظل تراجع الدعم المالي الدولي للاجئين سيجبرهم بالبحث عن العمل لأبنائهم بدلًا من إرسالهم للتعليم.
وأشار المومني إلى حديث جلالة الملك عن عودة طوعية للاجئين السوريين وضرورة وجود إسناد دولي لجهود الدول المستضيفة للاجئين.
وبين أن حديث جلالة الملك قوي ومليء بمنظومة القيم الدولية تجاه الشعب الفلسطيني، لاسيما وأنه تحدث عن غياب العدالة إذ إن من حق الشعب الإسرائيلي أن يعبر عن هويته الوطنية في حين يحرم الشعب الفلسطيني في التعبير عن هوية الوطنية، لافتا إلى أن كلام جلالة الملك في هذا الخصوص قوي ومقنع للمجتمع الدولي.
وقال إن جلالته تحدث عن انعدام حرية التنقل والحق في الحياة الآمنة للشعب الفلسطيني، وأن هناك 5 ملايين فلسطيني ما زالوا تحت الاحتلال، لافتًا إلى أن ذلك كلاما قويا وعميقا يفهمه العالم ويستطيع التعامل معه.
وعلق المومني على حديث جلالته فيما يتعلق بالممارسات الإسرائيلية وانعكاساتها على زعزعة الثقة بالعدالة العالمية، مؤكدًا أن تجاهل القرارات الشرعية الدولية منذ سبعة عقود ونصف أدخل حالة من انعدام العدالة في حق الفلسطينيين وسكان الشرق الأوسط وهذا أمر خطير على الأمن والسلم الدوليين.
وقال إن جلالة الملك أكد أن الأردن متمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأنه ماض في دوره لتكون القدس والمقدسات في أمان وأن تكون القدس مدينة للوئام والسلام، معتبرا أن الأردن يقوم بهذا الدور بكل شرف ومن شأنه أن يجعلنا جميعا في موقع أن القدس هي مدينة السلام وليست للتناحر والاقتتال.

0 Comments