الإمارات و عمان ... علاقات أخوية راسخة و تاريخ مشترك

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و السلطان هيثم

علاقات أخوية راسخة تجمع بين الإمارات و عمان ...

خلال العقود الماضية وعلى مدى خمس عقود شهدت العلاقات الأخوية الراسخة بين الإمارات  و سلطنة عُمان فترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة، يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة؛ الأمر الذي يعكس حجم الاهتمام الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية بينهما .. 

و يمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان، أولوية رئيسية لدى قيادة الدولة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة» .. 

و تمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، قد عقدا لقاء تاريخياً في عام 1968 .. 

و تواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون .. 

وتُعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، فقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان خلال العام الماضي، 46 مليار درهم بنمو 9%، مقارنة بعام 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%، حسب إحصائيات تم استعراضها خلال الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي الإماراتي العماني التي عقدت في فبراير الماضي في دبي .. 

و يعمل البلدان على تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما، وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، بما فيها قطاع الطاقة، والطاقة المتجددة وحلول المياه، والخدمات المالية والدعم اللوجستي، والإنشاءات والعقارات وريادة الأعمال .. 

و يتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، بينما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة، والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية ..

و تزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي .. 

0 Comments